الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:
فأشرف أنواع العلم وأعلاه قدرًا، هو العلم الشرعي، وهو أنفع العلم للعبد، وهو أدخل شيء في كلام ابن القيم -رحمه الله-، ولا يمتنع أن يكون من عقوبات المعاصي نسيان العلم الدنيوي، أو عدم الانتفاع به كذلك.
وأن يكون بين العبد وبين سرعة التحصيل والفهم حجاب، بل المعاصي هي سبب كل مصيبة تصيب العبد، كما قال تعالى: وَمَا أَصَابَكُمْ مِنْ مُصِيبَةٍ فَبِمَا كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ {الشورى:30}، ويدخل في ذلك نسيان العلم الدنيوي.
وإذا تاب العبد توبة صادقة، زالت عنه آثار تلك الذنوب -بإذن الله-، ولم يكن معاقبًا بها، لا في الدنيا، ولا في الآخرة.
وإن تاب بقصد ألا تحصل له آثار المعاصي المضرّة، مع كونه مخلصًا لله تعالى؛ فتوبته صحيحة -إن شاء الله-.
وأما إن تاب لأجل حصول تلك المنافع فحسب؛ فإنه لا يثاب على توبته تلك، وانظر الفتوى: 245494.
والله أعلم.