الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فنقول ابتداء: إن بر الوالد من أعظم القربات التي يتقرب بها العبد إلى ربه -جل وعلا-، وذلك لأن رضاه في رضا الوالد، وسخطه في سخطه.
ففي الترمذي من حديث ابن عمر أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: رضا الله في رضا الوالد، وسخط الرب في سخط الوالد. وفي الترمذي -أيضا- عن أبي الدرداء قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: الوالد أوسط أبواب الجنة. فإن شئت فأضع ذلك الباب، أو احفظه.
وبناء على هذا، مهما أمكنك بر والدك وكسب رضاه؛ فافعل، فقد يجعل الله ذلك سببا لرضا الله عنك، إضافة إلى الحصول على البركة في مالك وأهلك وولدك، فتجمع خيري الدنيا والآخرة.
وبخصوص ما يطلب منك الوالد من مال: إن كان الحال ما ذكرت من كونه مستغنيا، فلا يجب عليك في هذه الحال أن تعطيه من مالك، وكما أسلفنا مهما أمكنك كسب رضاه؛ فافعل. وراجع الفتوى: 124193، والفتوى: 33090.
وكونه يعطي أختك مبلغا من المال دون الآخرين من أبنائه. فإن كان ذلك لحاجتها، فلا حرج عليه في ذلك، وإن كان تفضيلا لها لغير مسوغ فلا يجوز له ذلك؛ لأن العدل بين الأولاد في العطية واجب على الراجح من أقوال الفقهاء، ونرجو مراجعة الفتوى: 5348، لمزيد الفائدة.
والله أعلم.