الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فالذي نفتي به أن الصفرة والكدرة، حيض إذا اتصلت بالدم. وأما إذا رأيت الطهر بالجفوف أو بالقصة البيضاء، ثم رأيت بعده صفرة أو كدرة؛ فليست حينئذ حيضا.
وبه، تعلمين أن الصورتين المسؤول عنهما لا يعد ما ترينه فيهما من صفرة وكدرة حيضا، وأنها لا تعد حيضا على ما نفتي به إلا إذا اتصلت بالدم، وانظري الفتوى: 134502.
ومن العلماء من يرى أن الصفرة والكدرة ليست حيضا بحال، وهو اختيار شيخ الإسلام ابن تيمية، وآخر أقوال الشيخ ابن عثيمين، وانظري الفتوى: 117502، والعامي يقلد من يثق بقوله من أهل العلم، ولا حرج عليه في ذلك، وانظري الفتوى: 169801.
وحيث قيل بأن الصفرة ليست حيضا، وكان نزولها مستمرا، فحكمها حكم الحدث الدائم، وهي نجسة، كما بينا في الفتوى: 178713.
وعليه؛ فيستنجى منها ويتحفظ، ويتوضأ لكل صلاة كما تفعل المستحاضة، وانظري الفتوى: 156433.
ولم نر للشيخ ابن عثيمين كلاما في نجاسة الصفرة، لكن ما نفتي به هو ما قدمناه.
والله أعلم.