الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فاعلم -وفقنا الله وإياك لما يحب ويرضى- أن إقامة مثل ما ذكرته من علاقة بينك وبين تلك الفتاة المسيحية أمر محرم، ولا تبرره نية الزواج منها ولا ما يتوقع من إسلامها، ولا ما زعمت أنه ترتب عليها من تمسكك بالدين وقابليتك للدعوة ونحو ذلك.
فأنت مطالب بأن تقوي إيمانك وتخلص في عبادتك وتدعو إلى ربك بالطرق الشرعية، لا بما نهى الله عنه من خلوة بالأجنبية ورؤية لما لا يحل واستماع وممارسة من أي نوع كانت، وحتى إذا لم تكن ثمت شهوة -وهو ما يستبعد جداً- فإنك رغم ذلك مأمور بالابتعاد عن أماكن الفتن، قال الله تعالى: قُل لِّلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ وَيَحْفَظُوا فُرُوجَهُمْ ذَلِكَ أَزْكَى لَهُمْ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا يَصْنَعُونَ [النور:30].
وفي حديث الشيخين عن ابن عباس أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: لا يخلون رجل بامرأة إلا ومعها ذو محرم.
وفي كل ذلك لم يقيد النظر ولا الخلوة بالشهوة، فتلك حدود حدها الله ويجب الوقوف عندها، هذا إذا كنت تقابلها وتخلو بها، أما إذا كنت تكتب لها شيئاً من ذلك أو تحدثها عبر وسائل الاتصال بما يرغبها في الإسلام وأمنت على نفسك الفتنة، فلا بأس إن شاء الله.
ثم إذا كنت ترى المصلحة في التزويج من هذه الفتاة فلا مانع من أن تتقدم لخطبتها إذا كانت عفيفة، ثم لك بعد التزوج منها أن تدعوها وتمارس معها سائر ما تريد، فإن حصل مانع من ذلك فلتوقف علاقتك بها، ولتتب إلى الله من جميع ما مضى وتنتظر اليوم الذي تباح فيه الصلة بينكما.
والله أعلم.