الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:
فلا حرج عليك في ذلك، وإن كان فعل النافلة في البيت أفضل، من حيث الإجمال؛ لأن النبي صلى الله عليه وسلم حضّ على صلاة النفل في البيوت، وفي ذلك أحاديث كثيرة، منها: ما في الصحيحين، واللفظ لمسلم: قال صلى الله عليه وسلم: فعليكم بالصلاة في بيوتكم؛ فإن خير صلاة المرء في بيته، إلا الصلاة المكتوبة.
قال النووي في شرحه لصحيح مسلم: فيه استحباب النوافل الراتبة في البيت، كما يستحب فيه غيرها، ولا خلاف في هذا عندنا، وبه قال الجمهور. وسواء عندنا وعندهم راتبة فرائض النهار والليل. قال جماعة من السلف: الاختيار فعلها في المسجد كلها. وقال مالك، والثوري: الأفضل فعل نوافل النهار الراتبة في المسجد، وراتبة الليل في البيت.
ودليلنا هذه الأحاديث الصحيحة، وفيها التصريح بأنه صلى الله عليه وسلم يصلي سنة الصبح والجمعة في بيته، وهما صلاتا نهار، مع قوله صلى الله عليه وسلم: أفضل الصلاة صلاة المرء في بيته، إلا المكتوبة. وهذا عام صحيح صريح، لا معارض له، فليس لأحد العدول عنه. والله أعلم. اهـ.
والله أعلم.