الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فقد ذهب جمهور أهل العلم إلى أن من فرط في أداء الصلوات يلزمه قضاؤها على الفور حسب استطاعته في أي ساعة من الليل أو النهار، قبل الفرض أو بعده، لا فرق في شيء من ذلك، وإنما المطلوب أن يبادر في تبرئة ذمته، فإن كانت كثيرة -كما هو الحال بالنسبة للسائلة- لزم قضاء صلاة يومين في اليوم الواحد على الأقل، إلا إذا كان ذلك يسبب له تأخراً أو ضرراً في كد لعياله، فيجوز الاقتصار حينئذ على صلاة يوم واحد في كل يوم، قال الدسوقي: فالواجب حالة وسطى، فيكفي أن يقضي في اليوم الواحد صلاة يومين فأكثر، ولا يكفي قضاء يوم في يوم إلا إذا خشي ضياع عياله إن قضى أكثر من يوم.
ثم إذا أمكنتك المبادرة بالقضاء مع المحافظة على السنن في أوقاتها فذلك أفضل، وإلا فيمكنك أن تخففي من السنن.
والله أعلم.