الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:
فنسأل الله أن يعينك، وييّسر أمرك، ويصرف عنك السوء.
ثم اعلمي أنك لا تأثمين لبغض أبيك، ولك أن تدفعي عن نفسك الضرر والسوء بما أمكن من الوسائل المباحة، كأن تكلّميه، وتعِظيه، وتبيني له أن ما يفعله لا يجوز.
وإذا همّ بضربك، أو غير ذلك من وجوه الأذية، فاتركي المكان، واعتزلي ما يصيبك من أذى، ولا تتركي بِرّه، والإحسان إليه، والدعاء له؛ فإن الهدى هدى الله.
ولا ترفعي صوتك عليه، أو تسبّيه، أو تسيئي إليه، ولكن ادفعي أذاه بالأيسر فالأيسر؛ فإن ظلمه لك، لا يسقط حقّه في البِرّ.
والتمسي من الله الأجر والمثوبة؛ فإن لك بصبرك على هذا الثواب الجزيل -إن شاء الله-.
والله أعلم.