الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:
فإن كان سفرك للدراسة مأمونا، فلا حرج عليك -إن شاء الله-، ولو لم ترتض ذلك أمك، فقد نص الفقهاء على جواز سفر الولد بغير إذن أبويه في كل سفر لا يلحقه منه ضرر، أو هلاك. وسبق نقل كلامهم في هذا في الفتوى: 301891.
ولكن ينبغي أن تجتهدي في سبيل إقناع أمك، وكسب رضاها، وتوسيط أهل الخير إليها، مع الدعاء بأن ييسر الله إقناعها وموافقتها. هذا أوَّلًا.
ثانيا: ليس من حق أمك، ولا أختك أن تطلب منك نزع النقاب، فالطاعة إنما تجب في المعروف، وليس من المعروف أن تمنعك أمك من لبس النقاب، خاصة وأن تغطية الوجه واجبة على الراجح من أقوال الفقهاء؛ كما هو مبين في الفتوى: 4470. وتراجع أيضا الفتوى: 76303.
ثالثا: إذا كان هذا الشاب صاحب دين وخلق -كما ذكرت- وترفض أمك إتمام زواجك منه، فنوصيك بمحاولة إقناعها وتوسيط أهل الخير، فإن اقتنعت، فالحمد لله، وإلا فمن حق وليك إتمام الزواج، فإن تم، فالحمد لله، وإلا فيمكنك رفع الأمر إلى الجهات المختصة بالنظر في قضايا الأحوال الشخصية ليزال عنك الضرر، ويتم الزواج، وانظري الفتوى: 998، والفتوى: 67198.
رابعا: نفقة البنت التي لا مال لها واجبة على الأب، حتى تتزوج، ويدخل بها الزوج، فإن لم يكن لك مال، فمن حقك على أبيك أن ينفق عليك. وراجعي الفتوى: 66857، والفتوى: 222022.
خامسا: إذا لم تأخذ أمك من مالك لحاجتها، فمن حقك مطالبتها بهذا المال، وإن تركته لها برا بها، فعسى ربك أن يبدلك خيرا منه، فمن أعظم البر بر الوالدة. قال ابن عباس -رضي الله عنهما: لا أعلم عملا أقرب إلى الله -عز وجل- من بر الوالدة. رواه البخاري في الأدب المفرد. وراجعي لمزيد الفائدة الفتوى: 38993.
وفي الختام نوصيك بالالتجاء إلى ربك -سبحانه وتعالى- وسؤاله حاجتك، فهو قد أمر بالدعاء، ووعد بالإجابة، حيث قال تعالى: وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ إِنَّ الَّذِينَ يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِي سَيَدْخُلُونَ جَهَنَّمَ دَاخِرِينَ {غافر:60}.
والله أعلم.