الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:
فنقول ابتداء: إن موقعنا ليس معنيًّا بتعبير الرؤى.
ولا شك أن رؤيا النبي صلى الله عليه وسلم في المنام حق؛ إذ لا يتمثّل به الشيطان، كما ثبتت بذلك الأحاديث الصحيحة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، إلا أن لهذه الرؤيا بعض الضوابط، أهمها: أن يراه على صورته الحقيقية التي كان عليها -صلى الله عليه وسلم-، قال الحافظ ابن حجر في فتح الباري: وَقَدْ رُوِّينَاهُ مَوْصُولًا مِنْ طَرِيقِ إِسْمَاعِيلَ بْنِ إِسْحَاقَ الْقَاضِي، عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ حَرْبٍ، وَهُوَ مِنْ شُيُوخِ الْبُخَارِيِّ، عَنْ حَمَّادِ بْنِ زَيْدٍ، عَنْ أَيُّوبَ، قَالَ: كَانَ مُحَمَّد -يَعْنِي ابن سِيرِينَ- إِذَا قَصَّ عَلَيْهِ رَجُلٌ أَنَّهُ رَأَى النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: صِفْ لِيَ الَّذِي رَأَيْتَهُ، فَإِنْ وَصَفَ لَهُ صِفَةً لَا يَعْرِفُهَا، قَالَ: لَمْ تَرَهُ. وَسَنَدُهُ صَحِيحٌ. وَوَجَدْتُ لَهُ مَا يُؤَيِّدُهُ، فَأَخْرَجَ الْحَاكِمُ مِنْ طَرِيقِ عَاصِمِ بْنِ كُلَيْبٍ، حَدَّثَنِي أَبِي، قَالَ قُلْتُ لِابْنِ عَبَّاسٍ: رَأَيْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي الْمَنَامِ. قَالَ: صِفْهُ لِي. قَالَ: ذَكَرْتُ الْحَسَنَ بْنَ عَلِيٍّ، فَشَبَّهْتُهُ بِهِ، قَالَ: قَدْ رَأَيْتُهُ. وَسَنَدُهُ جَيِّدٌ. اهــ.
وعلى هذا؛ فإذا أردت أن تعرف هل الشخص الذي رأيته في المنام هو رسول الله صلى الله عليه وسلم أم لا، فقارن بين صفة المرئي، وبين ما جاء في السنة من صفة النبي صلى الله عليه وسلم، وقد ذكرنا شيئا من صفته -صلى الله عليه وسلم- في الفتويين التاليتين: 188941، 20635.
والله أعلم.