الحمد الله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فإنا لا نعلم محتوى الرسالة التي أرسلت إليك، وعليك أن تنظر في محتواها.
فإن كانت تحتوي على بعض الأشياء التي ينشرها بعض الناس، من الأوامر التي تترتب عليها وعود كثيرة لمن أرسلها ووعيد لمن تساهل في نشرها، فإنه ليس لك أن ترسلها لأصدقائك، لأنها من نشر الباطل والعون على الإثم، وعليك أن تكفر عن قسمك عملا بقوله صلى الله عليه وسلم: إذا حلفت على يمين فرأيت غيرها خيرا منها فكفر عن يمينك وائت الذي هو خير. رواه البخاري ومسلم.
وإن كانت تحتوي على بعض الأشياء المفيدة والنصائح النافعة، فلعل مرسلها قصد بها نشر الخير والحض على نشره، فعليك أن تساعده في ذلك واحتسب فيه الأجر عند الله.
وبالجملة، فإنه يلزمك القيام بما أقسمت عليه إن لم يكن إثما، وإن لم تفعل لزمتك كفارة اليمين، وإن كان مما لا يجوز الوفاء به، لزمتك الكفارة ولا يؤثر في هذا الحكم ما سميته أنت بعدم الرغبة عند التلفظ باليمين، هذا إذا لم تكن تقصد بعدم الرغبة أنك نطقت به بدون قصد الحلف، فإن كنت نطقت به بدون قصد الحلف فلا يعد يمينا يجب الوفاء بها، بل هو من يمين اللغو التي نفى الله المؤاخذة بها في قوله: لا يُؤَاخِذُكُمُ اللَّهُ بِاللَّغْوِ فِي أَيْمَانِكُمْ وَلَكِنْ يُؤَاخِذُكُمْ بِمَا عَقَّدْتُمُ الْأَيْمَانَ (المائدة: 89)
وراجع الجواب: 1638والجواب رقم: 13304.
والله أعلم.