الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فقد سبقت لنا عدة فتاوى بينا فيها حقيقة السحر، وشيئا من علامات المسحور وكيفية علاج السحر، فنرجو أن تراجعي الفتوى: 5252، والفتوى: 7970.
وما قمت به لا يعتبر بمجرده ممارسة للسحر، ولا يلزم أن يكون ما كان في قلب هذا الرجل من نفور منك، أو في قلبك من كره لأمر الزواج، بسبب شيء من السحر.
وقد يكون ذلك مجرد ابتلاء من الله -سبحانه-، فهو القائل: كُلُّ نَفْسٍ ذَائِقَةُ الْمَوْتِ وَنَبْلُوكُمْ بِالشَّرِّ وَالْخَيْرِ فِتْنَةً وَإِلَيْنَا تُرْجَعُونَ {الأنبياء:35}.
ويمكن أن يكون بسبب ما كنتما عليه من معصية، نعني العلاقة التي كانت بينكما خارج إطار الزواج؛ إذ يحرم شرعا أن تكون المرأة على علاقة عاطفية برجل أجنبي عنها، كما بينا في الفتوى: 30003.
والمعاصي قد تكون لها آثارها السيئة على حياة صاحبها، كما قال الله سبحانه: وَمَا أَصَابَكُمْ مِنْ مُصِيبَةٍ فَبِمَا كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ وَيَعْفُو عَنْ كَثِيرٍ {الشورى:30}.
وجاء في المأثور عن الفضيل بن عياض -رحمه الله- أنه قال: إني لأعصي الله، فأرى ذلك في خلق دابتي وامرأتي.
والتوبة من أعظم أسباب رفع البلاء، فالواجب المبادرة للتوبة، وراجعي شروطها في الفتوى: 5450.
وفي نهاية المطاف إن غلب على الظن وجود شيء من السحر، فعلاج السحر ممكن ومشروع، وميسور -بإذن الله- كما بينا في بعض الفتاوى التي أحلناك عليها سابقا، هذا بالإضافة للدعاء، والإكثار من الطاعات ونحو ذلك.
واعلمي أن الأفضل في دعائك بالزواج أن تفوضي أمرك إلى الله، فتسأليه أن ييسر لك الزوج الصالح، فهو المطلع على ما في القلوب والأعلم بعواقب الأمور. ويمكنك أن تستعيني في البحث عن الزوج الصالح بالثقات من صديقاتك والأقربين، وراجعي الفتوى: 18430.
والله أعلم.