الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:
فإيضاح الأمر يبدأ من المثال الذي ذكره السائل: (عائلة تلجأ إلى الربا والزكاة من أجل الرحلات العائلية والأكل الفاخر من المطاعم)!
ففحوى هذا المثال أن الإشكال ليس في عدد أفراد العائلة! فلو قلَّ عددها لبقي حالها كما هو، لبقاء العلة التي هي: فساد الإدارة، وسوء التدبير، وخطأ التخطيط، واختلال الأولويات! فلو أن راعي هذه العائلة تحلى بالمسئولية، ووظف موارد الأسرة في المكان الصحيح، وتخلى عن مظاهر الترف، ووجه اهتمامه إلى تربية أفرادها لينفعوا أنفسهم ومجتمعهم، ويتسلحوا بالعلم النافع، والعمل الصالح، لتغير الحال، وصارت الكثرةُ نعمةً، ومنفعة ذاتية، ومتعدية.
وهكذا الحال في الدولة والمجتمع ككل! فالقوة البشرية والعددية هي الأصل، وأفراد المجتمع إذا صلحوا وتسلحوا بالعلم والعمل، كانوا هم العقول والأيدي التي تبني المجتمع والدولة، وتحقق الفائض لا مجرد الاكتفاء، ولكن العلة الحقيقية إنما هي في: سوء التربية، وفساد الأخلاق، وضياع الغاية، وغياب التخطيط، والانكباب على الشهوات العاجلة، ونسيان الآخرة، أو نقول اختصارا: مخالفة الإسلام وشريعة الرحمن. فهي التي تحدد الغاية الصحيحة، وتبين الوسائل النافعة، وترتيب الأولويات ترتيبا موافقا للحكمة. وراجع للفائدة الفتاوى: 120528، 16894، 274915.
والله أعلم.