الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:
فمن أقبل على الله، أقبل الله إليه، ومن تاب، تاب الله عليه، وباب التوبة مفتوح على مصراعيه، قال تعالى: كَتَبَ رَبُّكُمْ عَلَى نَفْسِهِ الرَّحْمَةَ أَنَّهُ مَنْ عَمِلَ مِنْكُمْ سُوءًا بِجَهَالَةٍ ثُمَّ تَابَ مِنْ بَعْدِهِ وَأَصْلَحَ فَأَنَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ {الأنعام:54}، وقال سبحانه: وَمَنْ يَعْمَلْ سُوءًا أَوْ يَظْلِمْ نَفْسَهُ ثُمَّ يَسْتَغْفِرِ اللَّهَ يَجِدِ اللَّهَ غَفُورًا رَحِيمًا {النساء:110}، وقال عز وجل: قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ {الزمر:53}.
فتب إلى الله تعالى توبة نصوحًا، وأتبع السيئات بالحسنات الماحيات، وأكثِر من الاستغفار، واجتهد في الأعمال الصالحة.
وادع لمن تعدّيت على حرمتهم، واستغفر لهم، ولا تخبر أحدًا بما حصل، وتضرّع إلى الله تعالى؛ ليرضيهم عنك يوم القيامة؛ فإن الاستحلال في مثل هذه الخطايا قد ترتب عليه مفسدة كبيرة، وراجع في ذلك الفتوى: 201097.
والله أعلم.