الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:
فنسأل الله تعالى أن يعينك على ذكره، وشكره، وحسن عبادته، وعلى بر والديك، وصلة رحمك.
وأما مسألة اللحية، فأخذ ما دون القبضة منها إن بقي بعده ما يحقق إعفاءها، فلا يحرم مطلقا عند كثير من أهل العلم! وراجع في تفصيل ذلك الفتوى: 326665.
وأما إن كان مراد السائل بتخفيفها: إنهاكها بما يقارب حلقها، فهذا يرخص فيه طالما بلغ حال والديه معه بسببها إلى ما ذكر من: الغضب عليه، والضرب، والتهديد بإخراجه من الجامعة.
ومع ذلك نوصيه بالاستمرار على ما ذكر من إرضاء والديه، وبرهما والإحسان إليهما، وليدع لهما بالتوفيق والهداية.
وأما صلة الرحم، فمن عرفت منهم فصِلْهم، ومن لم تعرف منهم، أو لم تسطع الوصول إليهم، فلا يكلف الله نفسا إلا وسعها. واجعل نصحك لوالدك في هذا الباب رفيقا رقيقا، لعل الله تعالى أن يشرح صدره ويهديه بسببك.
ثم إننا نوصيك بالصبر على طاعة الله، وبالصبر عن معصيته، وبالصبر على أذى والديك، والإحسان إليهما وإن أساءا، فالله تعالى لا يضيع أجر من أحسن عملا، قال تعالى: وَأَقِمِ الصَّلَاةَ طَرَفَيِ النَّهَارِ وَزُلَفًا مِنَ اللَّيْلِ إِنَّ الْحَسَنَاتِ يُذْهِبْنَ السَّيِّئَاتِ ذَلِكَ ذِكْرَى لِلذَّاكِرِينَ. وَاصْبِرْ فَإِنَّ اللَّهَ لَا يُضِيعُ أَجْرَ الْمُحْسِنِينَ [هود: 114، 115].
وقال عز وجل: أَنِ اشْكُرْ لِي وَلِوَالِدَيْكَ إِلَيَّ الْمَصِير. وَإِنْ جَاهَدَاكَ عَلَى أَنْ تُشْرِكَ بِي مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ فَلَا تُطِعْهُمَا وَصَاحِبْهُمَا فِي الدُّنْيَا مَعْرُوفًا وَاتَّبِعْ سَبِيلَ مَنْ أَنَابَ إِلَيَّ ثُمَّ إِلَيَّ مَرْجِعُكُمْ فَأُنَبِّئُكُمْ بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ [لقمان: 14، 15].
وتذكر وصية لقمان لابنه بعدها حيث قال: يَا بُنَيَّ أَقِمِ الصَّلَاةَ وَأْمُرْ بِالْمَعْرُوفِ وَانْهَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَاصْبِرْ عَلَى مَا أَصَابَكَ إِنَّ ذَلِكَ مِنْ عَزْمِ الْأُمُورِ [لقمان: 17].
والله أعلم.