الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فما دمت تقوم بعملك على الوجه المطلوب، وتستعمل أدوات العمل بالمعروف، ولا يحصل منك تعد أو تفريط؛ فلا حرج عليك فيما يتلف أو يضيع من هذه الأدوات، ولا سيما إذا كانت مصلحة العمل وإنجازه في الوقت المطلوب تستلزم عدم الالتفات لهذه الأشياء اليسيرة.
وما يكون في الموقع من الخشب ونحوه؛ والعرف جار بالإذن في استعماله في أدوات العمل، أو انتفاع العمال به؛ فلا حرج في ذلك، لأنّ الإذن العرفي كالإذن اللفظي.
وإذا كان هناك من ينقل الماء ويجعله في أوعية خاصة به، ولا يأذن لكم في استعماله؛ فلا يجوز لكم استعمال هذه المياه ولو أمركم المقاول المسؤول عنكم، وراجع الفتوى: 59643
وعليك أن تعرض عن الوساوس كلها ولا تلتفت إليها.
وأمّا المنكرات التي تعلم وقوعها يقينا وليس شكا أو وسوسة؛ فعليك اجتنابها والنهي عنها، ولا يسوغ لك إقرارها بحجة خوفك من اتهام الناس لك بالوسوسة أو التشدد.
والله أعلم.