الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:
فاحمد الله على ما يسره لك من الخير، واعلم أن الفضل منه سبحانه وحده، وأحسن الظن به تعالى، وسله حسن الخاتمة، ونرجو أن يكون هذا علامة على محبة الله تعالى لك، فإن العبد إذا اجتهد في فعل الفرائض، وأكثر من النوافل؛ أحبه الله تعالى، حتى يصير سمعه الذي يسمع به، وبصره الذي يبصر به، كما في الحديث.
فالتوفيق للطاعات من علامات محبة الله للعبد -إن شاء الله-، لكن ليس للعبد أن يجزم بشيء من هذا، وإنما يرجو ويخاف، ويحسن الظن بربه تعالى، ويعلم أن الفضل منه وحده، وأنه إذا وكله إلى نفسه هلك، ويسيء الظن بنفسه، ويتهمها بالتقصير، ويظل دائما مجاهدا لها، محاولا تكميلها، وإزالة ما بها من نقائص.
فيرجو الله، ويخشى ذنوبه، ويعرف الفضل للمتفضل به تعالى، ويسأل الله أن يرزقه حبه، وأن يكون ممن يحبهم الله تعالى.
والله أعلم.