الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فقد أحسنتما بما قمتما به من ترك التواصل بينكما حذرا من الوقوع فيما حرم الله -تعالى- فجزاكما الله خيرا.
ولا تجوز المحادثة بين الرجل والمرأة الأجنبية، وخاصة في مرحلة الشباب؛ لتوفر دواعي الفتنة بينهما؛ ولهذا جاء الشرع ببيان خطورة أمر التعامل بينهما، وشدد الفقهاء في أمر المنع من المحادثة بينهما لغير حاجة، كما بيناه في الفتوى: 35047، والفتوى: 21582.
فالواجب عليك قطع العلاقة معها تماما، وترك التواصل معها ولو مع تباعد الزمان، فذلك أسلم لدينك وعرضك، والرغبة في الزواج لا تسوغ مثل هذا التواصل.
وإن تيسر لكما الزواج فيما بعد، فهذا أمر حسن، روى ابن ماجه عن ابن عباس -رضي الله عنهما- قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: لم ير للمتحابين مثل النكاح.
فالزواج من أعظم ما يُطفأ به نار العشق في القلب، وإن لم يتيسر الزواج، فليذهب كل منكما في حاله، ولعل الله أن يرزقك الزوجة الصالحة، ويرزقها الزوج الصالح، فالأمر إليه وهو العلام القدير، ولذلك شرعت استخارته في مثل هذه الأمور المباحة.
وانظر لمزيد الفائدة، الفتوى: 8757، والفتوى: 19333، والفتوى: 141252.
والله أعلم.