الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:
فلم نقف على من قال من المفسرين بإعادة ضمير الجمع في الآيتين الكريمين على الفاكهة فقط.
وأما أقوال المفسرين في ذلك فقد استوعبها الآلوسي في تفسيره، فقال في تفسير قوله سبحانه: فِيهِنَّ قَاصِرَاتُ الطَّرْفِ لَمْ يَطْمِثْهُنَّ إِنْسٌ قَبْلَهُمْ وَلَا جَانٌّ {الرحمن:56}: {فيهن} أي الجنان المدلول عليها بقوله تعالى: {ولمن خاف مقام ربه جنتان} فإنه يلزم من أنه لكل خائف جنتان تعدد الجنان، ...............وقال الفراء: الضمير لجنتان، والعرب توقع ضمير الجمع على المثنى. ولا حاجة إليه بعد ما سمعت، وقيل: الضمير للبيوت والقصور المفهومة من الجنتين أو للجنتين باعتبار ما فيهما مما ذكر، وقيل: يعود على الفرش، قال أبو حيان: وهذا قول حسن قريب المأخذ، وتعقب بأن المناسب للفرش - على - وأجيب بأنه شبه تمكنهن على الفرش بتمكن المظروف في الظرف وإيثار للإشعار بأن أكثر حالهن الاستقرار عليها، ويجوز أن يقال: الظرفية للإشارة إلى أن الفرش إذا جلس عليها ينزل مكان الجالس منها ويرتفع ما أحاط به حتى يكاد يغيب فيها كما يشاهد في فرش الملوك المترفين التي حشوها ريش النعام ونحوه، وقيل: الضمير للآلاء المعدودة من الجنتين، والعينين، والفاكهة والفرش، والجنى، والمراد: معهن .اهـ.
ثم قال في تفسير قوله سبحانه: فِيهِنَّ خَيْرَاتٌ حِسَانٌ {الرحمن:70}،: الكلام في ضمير الجمع هنا كالكلام فيه في قوله تعالى: {فيهن قاصرات الطرف} [الرحمن: 56] .اهـ.
والله أعلم.