الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:
فجزاك الله خيرا على حرصك على دينك، ونسأله سبحانه أن يشفيك ويعافيك، ولا حرج عليك في أن ترقي نفسك، أو تطلب الرقية من راق موثوق بدينه، إذ من المعلوم أن رقية المريض جائزة، والرقية لها ضوابطها التي إذا تحققت فيها كانت مشروعة، وقد ذكرنا هذه الضوابط في الفتوى: 4310.
وليس بالضرورة أن يكون طلبك للرقية تصديقا لكلام الساحرة، وإنما ترقي نفسك لما تشعر به من المرض، لا تصديقا لكلام الساحرة.
وقد بينا في فتاوى سابقة أن الرقية الشرعية تشرع للمصاب، وغير المصاب؛ لأن الرقية دعاء، والدعاء كما في الحديث: يَنْفَعُ مِمَّا نَزَلَ، وَمِمَّا لَمْ يَنْزِلْ، فَعَلَيْكُمْ عِبَادَ اللهِ بِالدُّعَاءِ. رواه أحمد والترمذي والحاكم.
والمسلم إذا أصيب بسحر، وصبَر؛ فإنه يؤجر لأن كل ما يصيب المسلم من همٍّ، وغمٍّ، وكرب؛ يؤجر عليه، ويكون سببا في تكفير ذنوبه، ففي الحديث المتفق عليه: مَا يُصِيبُ المُسْلِمَ، مِنْ نَصَبٍ، وَلاَ وَصَبٍ، وَلاَ هَمٍّ، وَلاَ حُزْنٍ، وَلاَ أَذًى، وَلاَ غَمٍّ، حَتَّى الشَّوْكَةِ يُشَاكُهَا، إِلَّا كَفَّرَ اللَّهُ بِهَا مِنْ خَطَايَاهُ.
فاجتهد في رقية نفسك؛ لعل الله تعالى أن يرفع عنك ما أنت فيه.
والله أعلم.