الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فمجرد ذكر المعاصي أو حصولها في القصص أو الرسوم المتحركة، لا يوجب الحكم بحرمتها، بل لا يوجب عيبها؛ فقد تذكر على سبيل الذم والتنفير منها، وبيان أضرارها وسوء عواقبها، وهذا مقصد حسن.
والمعتبر في ذلك هو الهدف والغاية التي ألفت من جلها القصة! فإن كانت لا تدعو إلى رذيلة، ولا تزين معصية، فلا حرج في قراءتها، وراجع للفائدة، الفتوى: 426262.
وبخصوص حال السائل: فنسأل الله -تعالى- أن يشفيه ويعافيه، ونوصيه بمراجعة الأطباء المتخصصين، وبالحرص على الاستفادة من وقته بما ينفعه ويخفف من آلامه، وأعظم ذلك وأفضله: القرآن المجيد، ففيه شفاء لما في الصدور، وهدى وموعظة للمؤمنين.
قال سعد بن أبي وقاص: أنزل القرآن على رسول الله صلى الله عليه وسلم، فتلا عليهم زمانا، فقالوا: يا رسول الله؛ لو قصصت علينا، فأنزل الله: {الر تلك آيات الكتاب المبين} إلى قوله: {نحن نقص عليك أحسن القصص} [يوسف: 3]، فتلاها عليهم رسول الله صلى الله عليه وسلم زمانا، فقالوا: يا رسول الله؛ لو حدثتنا، فأنزل الله: {الله نزل أحسن الحديث كتابا متشابها} [الزمر: 23] الآية. فقالوا: يا رسول الله؛ ذكرنا، فأنزل الله: {ألم يأن للذين آمنوا أن تخشع قلوبهم لذكر الله} [الحديد: 16]. كل ذلك يؤمرون بالقرآن. رواه ابن حبان والحاكم وصححه والبزار. وصححه الألباني. وقواه محقق صحيح ابن حبان.
والله أعلم.