الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:
فأما من حيث الإثم، فلا حرج عليكم فيما فعلتموه من المطالبة بالحق، ولا في إيضاح الحقيقة، وإنما الإثم على من كذب وظلم وسعى في أكل مال غيره بغير حق، ولا سيما وقد طالبتم بعد هذا كله بتصحيح الموقف، والاعتذار، والتراجع، فلم يستجيبوا.
وأما من حيث الفضل، فالأفضل هو العفو والتنازل؛ بغرض رفع العقوبة عنهم، مع نصحهم بالتوبة، وأداء الحقوق، قال تعالى: وَجَزَاءُ سَيِّئَةٍ سَيِّئَةٌ مِثْلُهَا فَمَنْ عَفَا وَأَصْلَحَ فَأَجْرُهُ عَلَى اللَّهِ إِنَّهُ لَا يُحِبُّ الظَّالِمِينَ * وَلَمَنِ انْتَصَرَ بَعْدَ ظُلْمِهِ فَأُولَئِكَ مَا عَلَيْهِمْ مِنْ سَبِيلٍ * إِنَّمَا السَّبِيلُ عَلَى الَّذِينَ يَظْلِمُونَ النَّاسَ وَيَبْغُونَ فِي الْأَرْضِ بِغَيْرِ الْحَقِّ أُولَئِكَ لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ * وَلَمَنْ صَبَرَ وَغَفَرَ إِنَّ ذَلِكَ لَمِنْ عَزْمِ الْأُمُورِ {الشورى:40-43}.
والله أعلم.