الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:
فإن تلك العادة عادة ذميمة مضرة في الدين، والدنيا، والآخرة؛ لذلك فهي محرمة، يجب الابتعاد عنها، ومجاهدة النفس للإقلاع عنها لمن ابتلي بها. وراجع للمزيد الفتوى: 7170.
وقد ذكرنا في هذه الفتوى بعض التوجيهات للتخلص من تلك العادة الذميمة، ومن ذلك أوَّلًا: اللجأ إلى الله تعالى، والابتهال إليه، والضراعة له بأن يصرفها عنك.
ثم إدمان الفكرة في أسماء الرب وصفاته، والعلم بأنه شديد العقاب، وأنه قد يسخط عليك لفعلك ما يكره، والفكرة كذلك في اليوم الآخر، والجنة، والنار، وأن الجنة تستحق منك أن تضحي لأجلها بشهواتك ومحبوباتك.
ومن أهم ما يعين على التخلص من تلك العادة صحبة الأخيار، ولزوم مجالس العلم، وحلق الذكر، والاستماع إلى المحاضرات النافعة المذكرة بالله تعالى، وترك صحبة الأشرار، وترك مشاهدة ما يغضب الله تعالى، مما يهيج الشهوة، ويوقع في المحظور.
وإذا تبت ثم عدت، فلا تيأس، بل عد فتب، فإن الله لا يزال يتوب على العبد ما تاب العبد إليه، مهما تكرر منه الذنب، ورحمة الله تعالى قد وسعت كل شيء.
والذي أعانك على تركها شهرا؛ قادر على أن يعينك على تركها أشهرا ودائما بمنه وكرمه.
وأكثر من الطاعات، واستزد من نوافل العبادات بعد المحافظة على الفرائض؛ فإن الحسنات يذهبن السيئات، نسأل الله أن يوفقك للتوبة النصوح.
وأما فعلك تلك العادة في نهار رمضان، فإن نشأ عنه خروج المني، فهو من مفسدات الصوم، فعليك أن تقضي تلك الأيام التي وقع منك هذا الفعل فيها، وانظر الفتوى: 127123.
والله أعلم.