الحمد الله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فنسأل الله العظيم أن يصلح حالك وأن يسهل أمرك وأن يصلح ما بينك وبين أمك وإخوتك.
وننصحك بالاستمرار فيما أنت عليه من الإحسان والصلة لأمك وإخوانك مهما كانت معاملتهم لك، ونذكرك بما رواه مسلم في صحيحه أن رجلا جاء إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: يا رسول الله إن لي قرابة أصلهم ويقطعوني، وأحسن إليهم ويسيؤون إلي، وأحلم عليهم ويجهلون علي، فقال صلى الله عليه وسلم: لئن كنت كما قلت فإنما تسفهم المل، ولا يزال معك من الله ظهير عليهم ما دمت على ذلك.
وإذا داومت على الإحسان إليهم فسينقلبون إلى الإحسان إليك إن شاء الله ولو بعد حين، قال تعالى: ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ فَإِذَا الَّذِي بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَدَاوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيمٌ (فصلت: من الآية34) .
وإذا كان بقاؤك بعيدا عن أمك أصلح لك ولها، فلا حرج في ذلك، مع الاستمرار في الإحسان إليها بما في وسعك.
وراجع الفتاوى التالية: 20947، 29505، 34280.
والله أعلم.