الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:
فالذي نفتي به، ونختاره أن وقت العشاء ممتد إلى طلوع الفجر، وأن وقتها إلى نصف الليل وقت اختيار، وما بعد نصف الليل وقت ضرورة، وأن الحائض إذا طهرت قبل الفجر لزمها أن تغتسل، وتصلي المغرب والعشاء لفتاوى الصحابة -رضي الله عنهم- بذلك، وانظري الفتوى: 120367.
ومن العلماء من يرى أنه لا يلزم قضاء المغرب، ولا يلزم إلا قضاء العشاء، وهو مذهب الحنفية، ومنهم من يرى أنه لا تلزم الصلاة إن لم يبق وقت يتسع لفعلها كاملة مع ركعة مما قبلها، وهو قول المالكية.
ويسعك العمل بالقول الأرفق بك ما دمت موسوسة، وانظري الفتوى: 181305.
وإذا كنت قضيت العشاء فقد فعلت الصواب، وبرئت ذمتك بذلك -والحمد لله-، فلا داعي للقلق، ولا ينبغي أن تتعمدي تأخير العشاء إلى ما بعد نصف الليل؛ لأنه -كما ذكرنا- وقت ضرورة.
ولا ينبغي لك التنقل بين الأقوال، واختيار ما شئت منها، بل تقلدين من تثقين به، وتستمرين في العمل بقوله، إلا إن ظهر لك ما يقتضي ترجيح القول الآخر.
وانظري لبيان ما يفعله العامي في مسائل الخلاف الفتوى: 169801.
ولبيان حكم الانتقال من مذهب لآخر الفتوى: 186941.
وعليك أن تجاهدي الوساوس، وألا تسترسلي معها؛ فإن استرسالك مع الوساوس يفضي بك إلى شر عظيم.
والله أعلم.