الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:
فإذا كان أبوك يمنعك من الذهاب إلى الجامعة لغير مسوّغ؛ فلا حرج عليك في الذهاب إلى الجامعة دون إذنه، وراجعي الفتوى: 259012.
وإذا منعك من زيارة أمّك بالقدر الذي يعد في العرف صلة لأمّك؛ فلا طاعة له في ذلك؛ فطاعة الوالدين لا تكون إلا في المعروف؛ وبرّ الأمّ واجب من أوجب الواجبات، وقدر الزيارة الذي يحصل به برّ الأمّ؛ يختلف باختلاف الأحوال حسب قرب مكان الأمّ وبعده، وحاجتها إلى الزيارة. فاحرصي على زيارة أمّك بالقدر الذي تحصل به صلتها، ولو بغير علم أبيك.
واعلمي أنّ خدمة أبيك واجبة على جميع أولاده، وراجعي الفتوى: 127286.
وإذا لم يكن في ترك الإقامة مع أبيك تضييع له، وكان بقاؤك عند أمّك مأمونا؛ فلا مانع من إقامتك عند أمّك مع مداومة برّ والدك، ورعايته، وخدمته بالمعروف، وراجعي الفتوى: 285832.
وإذا قمت بما عليك من البرّ؛ فلا يضرّك دعاؤه عليك بغير حقّ -إن شاء الله-.
قال ابن علان في دليل الفالحين لطرق رياض الصالحين: ... ودعوة الوالد على والده أي إذا ظلمه ولو بعقوقه. انتهى.
وقال المناوي: وما ذكر في الوالد محله في والد ساخط على ولده لنحو عقوق. انتهى.
والله أعلم.