الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:
فإن كان والدك على الحال التي ذكرت في سؤالك؛ فهو ظالم لكم، ومسيء غاية الإساءة، ولا سيما إذا كان يسبّ الدِّين، ويترك الصلاة المفروضة، فأي دِين وخُلُق بقي له بعد ذلك!
ومن كان حاله هكذا؛ فبُغضه والنفور منه؛ سائغ لا غرابة فيه.
ولا إثم عليكم في كراهيتكم له؛ بسبب فسقه وظلمه، لكن مع ذلك فلا يحلّ لكم أن تعقوّه، وتقطعوه بالكلية؛ فإن الله قد أمر بالمصاحبة بالمعروف للوالدين المشركين اللذين يأمران ولدهما بالشرك، قال تعالى: وَإِنْ جَاهَدَاكَ عَلَى أَنْ تُشْرِكَ بِي مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ فَلَا تُطِعْهُمَا وَصَاحِبْهُمَا فِي الدُّنْيَا مَعْرُوفًا {لقمان:15}.
فالواجب عليكم صلته بالمعروف، والصبر، ومجاهدة النفس على ذلك.
ومن حقّه عليكم: أن تجتهدوا في أمره بالمعروف ونهيه عن المنكر بالحكمة، والرفق، والسعي في استصلاحه، وإعانته على التوبة إلى الله تعالى، والدعاء له بالهداية، وراجعي الفتوى: 392821. ولمعرفة حدود طاعة الوالدين، راجعي الفتويين: 76303، 272299.
والله أعلم.