الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فمما لا شك فيه أن بين أمك وبين خالك رحما، تجب صلتها، وتحرم قطيعتها، وقد جاءت نصوص الكتاب والسنة تبين عظم مكانة الرحم، وفضل صلتها وخطورة قطيعتها، ويمكن مطالعة الفتوى: 13912، والفتوى: 66800.
وقد أحسنت بسعيك في سبيل الإصلاح، فهذا عمل جليل، وقربة من أعظم القربات، وسبق أن بينا ذلك في الفتوى: 50300. ونوصيك بالاستمرار فيه، والاستعانة بالله أولا، وكثرة الدعاء والتضرع إليه أن يجري الخير على يديك.
ويمكنك أيضا الاستعانة ببعض الوجهاء من الناس، ومن ترجو أن يكون قوله مقبولاً عند أمك وخالك؛ ليبينوا لهما أهمية الرحم ووجوب صلتها وحرمة قطيعتها، وأن من أهم ما يبتغي الشيطان أن يفرق بين الأحبة، كما ثبت في صحيح مسلم عن جابر -رضي الله عنه- قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إن إبليس يضع عرشه على الماء، ثم يبعث سراياه، فأدناهم منه منزلة أعظمهم فتنة، يجيء أحدهم فيقول: فعلت كذا وكذا، فيقول: ما صنعت شيئا، قال ثم يجيء أحدهم فيقول: ما تركته حتى فرقت بينه وبين امرأته، قال: فيدنيه منه ويقول: نعم أنت. وهو مترجم عليه:( باب تحريش الشيطان، وبعثه سراياه لفتنة الناس، وأن مع كل إنسان قرينا ).
وننبه إلى أن مما يبين أهمية الإصلاح، أن الشرع جاء بالترخيص في الكذب لتحقيق هذا الهدف النبيل؛ لما فيه من المصلحة الراجحة، كما أوضحنا في الفتوى: 436894.
والله أعلم.