الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فإن وقوع المشاكل بين الزوجة وأم زوجها، مما يحدث كثيرا، وتختلف أسباب ذلك، ويغلب أن يكون هنالك نوع من الغيرة، أو إساءة فهم بعض الأقوال، أو التصرفات التي قد تصدر من إحداهما تجاه الأخرى، وغير ذلك من الأسباب.
ومن أهم ما يعول عليه عند وقوع مثل هذه المشاكل، أن يكون الزوج حكيما ومترويا، وباحثا عن سبيل للتوفيق بينهما، ولا يظلم أياً منهما محاباة للأخرى.
وينبغي أيضا محاولة عدم توسيع دائرة المشكلة، بل حصرها قدر الإمكان، فلا يتدخل الآخرون من أهل الزوج، أو أهل الزوجة فضلا عن غيرهما، إلا إذا كان التدخل على سبيل الإصلاح وليس الإفساد.
وما ذكرت عن اتهام أحد إخوة زوجك لك في عرضك، أمر خطير قد يترتب عليه القذف الذي هو جرم عظيم، وكبيرة من كبائر الذنوب، كما هو مبين في الفتوى: 93577.
ولا يلزمك زيارة أخت زوجك لمجرد كونها أختا لزوجك، وإذا كانت بينك وبينها رحم، وخشيت أن يترتب على زيارتك لها شيء من الخصام، فالأولى أن تجتنبي زيارتها، وتكتفي بالتواصل معها من خلال الاتصال الهاتفي ونحو ذلك. فالصلة تتحقق بما يجرى العرف بكونه صلة، وانظري الفتوى: 204196.
وننبه إلى أمرين:
الأول: السعي في الإصلاح ورأب الصدع، ففي الإصلاح خير كثير، وراجعي الفتوى: 50300.
الثاني: أن سكنى الزوجة مع أهل زوجها، قد يكون سببا للمشاكل، ولذلك كان من حكمة الشرع أن جعل للزوجة حقا في أن تكون في بيت مستقل، وسبق بيان ذلك في الفتوى: 66191.
والله أعلم.