الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فقد سبق أن بينا في الفتويين التاليتين: 29988، 219568 أن الأخذ من شعر الحاجب محرم شرعا، سواء كان للرجل أو المرأة إلا إن كان مشوهًا للخلقة، فيؤخذ منه بقدر ما يزول التشويه.
كما بينا في فتاوى كثيرة تحريم حلق الرجل جميع لحيته، وأن حلقها مخالفة صريحة للأحاديث التي فيها الأمر بإرخاء اللحية وإعفائها. حتى لقد حُكي الاتفاق على ذلك.
قال ابن حزم في (مراتب الإجماع)، وابن القطان في (الإقناع): اتفقوا أن حلق جميع اللحية مثلة لا تجوز. اهـ.
وراجع في ذلك الفتويين التاليتين: 2711، 191853.
واعلم أخانا الكريم – وفقنا الله وإياك – أن إعفاء اللحية من هدي النبي عليه الصلاة والسلام، وهديه خير الهدي وأحسنه، ولم تكن اللحية يوما من الأيام شينا ولا عيبا عند المسلمين إلا بعد ما تبدلت الفطر وتأثروا بالشرق والغرب وقلدوهم فصاروا ينظرون إلى هذه السنة النبوية على أنها نقص وشين، وهي ليست كذلك، فلو أطلق الشاب لحيته واهتم بها ومشطها وطيبها وتعاهدها بذلك لما كان شيء أجمل عليه منها، قال المناوي في فيض القدير: لحية الرجل زينة له ومن ثم كانت عائشة تقسم فتقول والذي زين الرجال باللحى. انتهى
إضافة إلى هذا فإن بعض الدراسات العلمية الحديثة أثبتت أن للحية فوائد صحية عديدة، وقد نشرت بعض تلك الأبحاث في مواقع كبيرة.
وانظر للفائدة الفتوى: 35302 عن إعفاء اللحية وصحة الوجه.
والله أعلم.