الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:
فلا تأثمين على هذا الشعور بالألم والحزن الذي يعرض لك.
وعليك أن تذكّري نفسك دائمًا بفضل العفو، والصفح، وأن من عفا؛ عفا الله عنه، كما قال تعالى: وَلْيَعْفُوا وَلْيَصْفَحُوا أَلَا تُحِبُّونَ أَنْ يَغْفِرَ اللَّهُ لَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ {النور:22}، وقال: وَأَنْ تَعْفُوا أَقْرَبُ لِلتَّقْوَى {البقرة:237}، والنصوص في هذا المعنى كثيرة.
وذكّري نفسك بفضل وثواب الإحسان إليهما، وخاصة أمّك؛ فإن هذا يهوّن عليك الخطب.
وربما كان دافعهما لشدتهما تلك الحب لك، والحرص عليك؛ فحاولي تفهّم موقفهما ذاك.
واعلمي أن دفع السيئة بالحسنة، يزيل العداوات، كما قال تعالى: ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ فَإِذَا الَّذِي بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَدَاوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيمٌ {فصلت:34}.
والله أعلم.