الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:
فننبه -أولًا- إلى أنّ الخاطب أجنبي من المخطوبة، ما دام لم يعقد عليها العقد الشرعي، شأنه معها شأن الرجال الأجانب، لا يكلمها لغير حاجة، وراجعي حدود تعامل الخاطب مع المخطوبة في الفتوى: 57291.
وإذا كنت سعيت لإقناع أهلك بتعجيل زواجك من هذا الخاطب؛ فقد فعلت ما عليك.
وإذا أصرّت أمّه على فسخ الخطبة، وطاوعها؛ فليس أمّامك إلا الرضا بما قدّره الله.
ولا ينبغي عليك أن تحزني أو تجزعي؛ فقد يصرف الله عنك شيئًا ترغبين فيه، ويبدلك خيرًا منه، فهو -سبحانه وتعالى- أعلم بما فيه الخير، قال تعالى: وَعَسَى أَنْ تَكْرَهُوا شَيْئاً وَهُوَ خَيْرٌ لَكُمْ وَعَسَى أَنْ تُحِبُّوا شَيْئاً وَهُوَ شَرٌّ لَكُمْ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لا تَعْلَمُونَ [البقرة:216]، قال ابن القيم -رحمه الله- في الفوائد: والعبد لجهله بمصالح نفسه، وجهله بكرم ربه وحكمته ولطفه، لا يعرف التفاوت بين ما منع منه وبين ما ذخر له، بل هو مولع بحب العاجل، وإن كان دنيئًا، وبقلة الرغبة في الآجل، وإن كان عليًّا. انتهى.
والله أعلم.