الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فنسأل الله العظيم رب العرش العظيم أن يشفيك، واعلم أن رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو سيد المتوكلين ندب الناس إلى التداوي، فقال: يا عباد الله تداووا فإن الله عز وجل لم يضع داءً إلا وضع له شفاء. رواه أحمد، ولقد تداوى النبي صلى الله عليه وسلم، وتداوى أصحابه والصالحون من بعدهم، ولم يروا ذلك تعلقاً بغير الله عز وجل ولا التفاتاً إلى غيره، بل اعتبروا ذلك أخذاً بالأسباب المأذون بالأخذ بها، قال ابن القيم: فقد تضمنت هذه الأحاديث إثبات الأسباب والمسببات وإبطال قول من أنكرها، والأمر بالتداوي وأنه لا ينافي التوكل.. ولا بد مع هذا الاعتماد من مباشرة الأسباب وإلا كان معطلاً للأمر، والحكمة والشرع، فلا يجعل العبد عجزه توكلاً، ولا توكله عجزاً.
وأما عهدك بأن تكف عن هذ العلاج إن شفيت، فينظر إن كنت قلت أعاهد الله أو عهد الله علي أن أترك هذا العلاج إن شفيت فهو يمين، فإذا حنثت فيه كفرت كفارة يمين، وأنت لم تشف من المرض حتى تحنث.
وعلى كل حال فالشخص إذا حلف على الامتناع عن شيء ثم رأى أن الخير في فعله فعله وكفر عن يمينه، كما في الحديث: من حلف على يمين فرأى غيرها خيراً منها فليكفر عن يمينه وليفعل. رواه مسلم.
وإذا كنت عاهدت بدون إضافة العهد إلى الله كأن قلت علي عهد أن لا أتناول... فليس هذا بيمين، ولا يلزم الوفاء به، لأنه على خلاف السنة من الأخذ بالأسباب كما مر بيانه.
والله أعلم.