الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:
فمن كان يشبه النبي صلى الله عليه وسلم في الخِلْقَةِ، بحسب ما ورد في صفته صلى الله عليه وسلم في السنة؛ فإنه لا حرج في القول بأنه يشبه النبي عليه الصلاة والسلام، ولا بدّ من التثبت؛ حتى لا يقع الإنسان في الكذب.
وقد وُجِدَ أناسٌ يشبهون النبي صلى الله عليه وسلم في حياته من الصحابة، وبعد مماته من التابعين، وقد أحصى بعض أهل العلم أسماءهم، قال الحافظ في الفتح: وَالَّذِينَ كَانُوا يُشَبَّهُونَ بِالنَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ غَيْرَ الْحَسَنِ، وَالْحُسَيْنِ: جَعْفَرُ بْنُ أَبِي طَالِبٍ، وَابْنُهُ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ جَعْفَرٍ، وَقُثَمُ -بِالْقَافِ- بن الْعَبَّاسِ بْنِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ، وَأَبُو سُفْيَانَ بْنُ الْحَارِثِ بْنِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ، وَمُسْلِمُ بْنُ عَقِيلِ بْنِ أَبِي طَالِبٍ.
وَمِنْ غَيْرِ بَنِي هَاشِمٍ: السَّائِبُ بن يزِيد المطلبي الْجَدُّ الْأَعْلَى لِلْإِمَامِ الشَّافِعِيِّ، وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَامِرِ بْنِ كَرِيزٍ الْعَبْشَمِيُّ، وَكَابِسُ بْنُ رَبِيعَةَ بْنِ عَدِيٍّ؛ فَهَؤُلَاءِ عَشَرَةٌ ...
وَذكر ابن يُونُسَ فِي تَارِيخِ مِصْرَ: عَبْدَ اللَّهِ بْنَ أَبِي طَلْحَةَ الْخَوْلَانِيَّ، وَأَنَّهُ شَهِدَ فَتْحَ مِصْرَ، وَأَمَرَهُ عُمَرُ بِأَنْ لَا يَمْشِيَ إِلَّا مُقَنَّعًا؛ لِأَنَّهُ كَانَ يُشْبِهُ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. قَالَ: وَكَانَ لَهُ عِبَادَةٌ وَفَضْلٌ.. اهــ.
والله أعلم.