الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فالفعل المذكور يجمع بين الغيبة، وبين المنِّ، وكل واحد منهما كبيرة من كبائر الذنوب.
أما الغيبة؛ فلأنه ذكر أخاه في غيبته بما يكره.
وأما المن؛ فلأنه عدد عطاياه عليه، وإن لم يكن في حضوره، وقد عد العلماء هذا من جملة المن.
قال ملا القاري في مرقاة المفاتيح: وَالْمَنَّانُ: أَيِ الَّذِي لَا يُعْطِي شَيْئًا إِلَّا مَنَّهُ، كَمَا فِي رِوَايَةٍ، وَقِيلَ: أَيْ يَمُنُّ بِمَا يُعْطِيهِ لِغَيْرِهِ بِأَنَّهُ يَذْكُرُ وَلَوْ لِوَاحِدٍ، فَالْمُبَالَغَةُ غَيْرُ شَرْطٍ كَأَعْطَيْتُ فُلَانًا كَذَا، وَفُلَانٌ يَكْرَهُ ذَلِكَ الْقَوْلَ. اهــ.
ومثله قول ابن الملك -الحنفي- في شرح المصابيح: والمَنَّان: إما مِن المِنَّة؛ أي: الذي يُعطِي الناسَ شيئًا ويمنُّ عليهم لاعتبارِ صَنيعه، مثل قوله: أعطيتُ فلانًا كذا؛ ليُظْهِرَ سخاءَ نَفْسِه. اهــ.
فالواجب على الشخص المذكور أن يتوب إلى الله -تعالى- من كلا الأمرين: الغيبة والمن.
والله أعلم.