الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فأنت على خير عظيم، نسأل الله أن يثبتك ويعينك، فإن العفو عن الناس والصفح عنهم وإسداء الجميل إليهم وإن أساؤوا. خلق فاضل رفيع، يدل على حقارة الدنيا عند الشخص، وأنه إنما يريد ما عند الله تعالى.
فاستمري فيما أنت عليه، واعلمي أن الله لن يضيع أجرك ولن يذهب ثوابك، ولا تندمي على خير فعلتِه حتى ولو كان من قدمت الخير إليه ليس أهلا لنيل هذا الخير؛ فإن أجرك قد وقع على الله تعالى. قال تعالى: إِنَّا لَا نُضِيعُ أَجْرَ مَنْ أَحْسَنَ عَمَلًا {الكهف:30}.
والنصوص في هذا كثيرة، والمؤمن أهل لأن يفعل الخير ويقدم المعروف لكل أحد، ولكن لا بأس مع هذا بأن يأخذ الإنسان لنفسه بشيء من الحزم في التعامل مع من يحاول إهانته، والاعتداء على حقوقه بأن يوقفه عند حده بالحسنى دون تطاول أو إساءة. والتوسط في كل شيء حسن، فاستعيني بالله وادعيه، وسليه أن يحسن خلقك. وإذا تعرضت لموقف يحتاج للحزم فاستعمليه في موضعه، وفقك الله لما فيه رضاه.
والله أعلم.