الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فلا يلزم أن يكون ما يحدث لامرأتك بسبب سحر أو نحوه، فقد يكون راجعا لسبب نفسي يراجع فيه أهل الاختصاص.
فإن لم يتبين وجود شيء من ذلك، فقد يكون هنالك أمر غير عادي من سحر أو مس أو عين ونحو ذلك، فلتلجؤوا حينئذ للرقية الشرعية، وراجع فيها، الفتوى: 4310، والفتوى: 5252.
والأفضل أن ترقي نفسها بنفسها، فإن ذلك أدعى للصدق والإخلاص فيها، وقد كان النبي صلى الله عليه وسلم يرقي نفسه بنفسه ولا يطلبها من غيره، ثبت في الصحيحين عن عائشة -رضي الله عنها- قالت: كان رسول الله إذا اشتكى يقرأ على نفسه بالمعوذات وينفث، فلما اشتد وجعه كنت أقرأ عليه، وأمسح عنه بيده رجاء بركتها.
وإن كنت هنالك حاجة ليرقيها آخر فلا بأس، وتحروا في ذلك أهل الاستقامة في العقيدة والعمل، واحذروا أهل الشعوذة والدجل؛ إذ يحرم شرعا إتيان أمثالهم. ففي صحيح مسلم عن صفية، عن بعض أزواج النبي -رضي الله عنهن- عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: من أتى عرافا فسأله عن شيء، لم تقبل له صلاة أربعين ليلة.
وروى أبو داود وابن ماجه عن أبي هريرة -رضي الله عنه- قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: من أتى حائضا، أو امرأة في دبرها، أو كاهنا، فصدقه بما يقول، فقد كفر بما أنزل على محمد.
ونوصيك بالصبر عليها، وإعانتها في سبيل العلاج والدعاء لها بخير. وننبه إلى الحذر من اتهام شخص بعينه بعمل السحر من غير بينة؛ فيحرم شرعا سوء الظن. قال تعالى: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اجْتَنِبُوا كَثِيرًا مِنَ الظَّنِّ إِنَّ بَعْضَ الظَّنِّ إِثْمٌ {الحجرات:12}.
والله أعلم.