الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فلا يلزمك الالتفات إلى تلك الشكوك والوساوس التي تعرض لك في صلاتك، بل عليك الإعراض عنها.
ويشرع لك ملازمة سجود السهو بعد السلام، على سبيل الاستحباب عند بعض العلماء، ومنهم المالكية، وهو المذهب السائد في بلاد المغرب العربي.
قال الأخضري في مختصره: وَالْمُوَسْوَسُ يَتْرُكُ الْوَسْوَسَةَ مِنْ قَلْبِهِ، وَلَا يَأْتِي بِمَا شَكَّ فِيهِ، وَلَكِنْ يَسْجُدُ بَعْدَ السَّلَامِ، سَوَاءٌ شَكَّ فِي زِيَادَةٍ أَوْ نُقْصَانٍ. انتهى.
وأما عن الاستعاذة في الركوع أو السجود، فلا تبطل الصلاة بها عمدا أو سهوا؛ لأن الاستعاذة ذكر مشروع في الصلاة، وهي من جملة الدعاء، والركوع ليس محلا للدعاء، كما يدل عليه قوله صلى الله عليه وسلم : فأمَّا الرُّكُوعُ فَعَظِّمُوا فيه الرَّبَّ عزَّ وجلَّ، وأَمَّا السُّجُودُ فَاجْتَهِدُوا في الدُّعَاءِ؛ فَقَمِنٌ أنْ يُسْتَجَابَ لَكُمْ. رواه مسلم.
وعلى كل، فالمتعين في حقك أن تلتفت للشكوك التي تنتابك في صلاتك جملة وتفصيلا. وحسبك أن تلازم سجود السهو بعد السلام، ترغيما للشيطان على نحو ما بينا.
ونسأل الله لك السلامة والعافية.
والله أعلم.