الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فإن الشرع الحكيم قد جاء بالتحذير من فتنة النساء، كما في الحديث الذي رواه البخاري ومسلم عن أسامة بن زيد -رضي الله عنهما- عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ما تركت بعدي فتنة أضر على الرجال، من النساء.
ومن اتبع هذا النهج كان في عافية، ومن خالفه فتح على نفسه أبواب الشيطان وغوايته، ووقع فريسة له ولفتنته، وهذا ما حدث معك وهذه الفتاة، وقد حذر الله -سبحانه- من الشيطان واستدراجه لبني آدم إلى المعصية، فقال في محكم كتابه: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَتَّبِعُوا خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ وَمَنْ يَتَّبِعْ خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ فَإِنَّهُ يَأْمُرُ بِالْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَلَوْلَا فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ مَا زَكَى مِنْكُمْ مِنْ أَحَدٍ أَبَدًا وَلَكِنَّ اللَّهَ يُزَكِّي مَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ {النور:21}.
ولا تكون خائنا لها بمحادثتك لأخرى، سواء تحدثت معها لحاجة أو لغير حاجة، إلا أنك تأثم بالتحدث معها أو مع غيرها لغير حاجة.
وقد أحسنت بتوبتك مما حدث منك مع تلك الفتاة، وعليك بسلوك سبيل الاستقامة، واتخاذ ما يعين على ذلك.
وراجع فتاوانا: 1208، 10800، 12928.
ودخولك على حسابها بإذنها لا حرج فيه، إن لم يترتب عليه النظر لشيء محرم ونحو ذلك، ولكن نخشى أن يكون ذريعة للحرام بالتواصل معها على وجه غير مشروع، فكن على حذر، ولا تفتح على نفسك باب البلاء وأنت في عافية، خاصة وأن قلبك لا يزال متعلقا بحبها. ولمعرفة كيفية علاج العشق، انظر الفتوى: 9360.
وإذا رغبت في الزواج، فتحر ذات الدين والخلق التي تعينك في دينك ودنياك، وراجع الفتوى: 8757، والفتوى: 113879.
والله أعلم.