الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فلا علاقة للآية المذكورة بما تواجهه من عسر في الأمور الدنيوية، فالآية نزلت فيمن كفر وكذب بالدار الآخرة، وجمع مع كفره البخل بما أعطاه الله من المال.
وليس المقصود بالعسرى فيها تعسير أموره الدنيوية، بل العسرى: النار، وقيل الشر فيعمل بالشر، وكم من مؤمن يعاني ويبتلى في دنياه، وكم من كافر هيأ الله له ما يريد من متاع الدنيا استدراجا، قال الله تعالى: وَأَمَّا مَنْ بَخِلَ وَاسْتَغْنَى وَكَذَّبَ بِالْحُسْنَى فَسَنُيَسِّرُهُ لِلْعُسْرَى. {سورة الليل: 8 ــ 10}.
قال ابن كثير في تفسيره: {وَأَمَّا مَنْ بَخِلَ} أَيْ: بِمَا عِنْدَهُ، {وَاسْتَغْنَى} قَالَ عِكْرِمَةُ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ: أَيْ بَخِلَ بِمَالِهِ، وَاسْتَغْنَى عَنْ رَبِّهِ، عَزَّ وَجَلَّ. رَوَاهُ ابْنُ أَبِي حَاتِمٍ {وَكَذَّبَ بِالْحُسْنَى} أَيْ: بِالْجَزَاءِ فِي الدَّارِ الْآخِرَةِ {فَسَنُيَسِّرُهُ لِلْعُسْرَى} أَيْ: لِطَرِيقِ الشَّرِّ. اهــ.
إذا تبين هذا، فلا تفتح على نفسك باب الوسوسة، ولا تنزل على نفسك الآيات التي نزلت في الكافرين لمجرد تعسير الأمور الدنيوية، واستعن بالله -تعالى- ولا تعجر، واحرص على ما ينفعك في دينك ودنياك. واجتهد في الدعاء، وستجد العون من الله تعالى.
والله أعلم.