الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:
فإن النكاح من أفضل ما يرشد إليه المتحابان، كما ثبتت بذلك السنة؛ ففي الحديث الذي رواه ابن ماجه عن ابن عباس -رضي الله عنهما- قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: لم ير للمتحابين مثل النكاح.
وقد أحسنت حين سعيت في هذا السبيل، ومجرد اختلاف المدينتين، أو اختلاف العادات والتقاليد، أو أنك في مثل عمرها، ليس مانعا شرعا من قبولك زوجا لابنتهم، فإن كان رفضهم قبولك خاطبا لهذه الأسباب، فما كان ينبغي لهم أن يفعلوا ذلك.
وعلى كل، فلا بأس بأن تستمر في محاولة إقناع أهلها، مستعينا بالله -عز وجل-، ثم بمن ترجو أن يقبلوا قوله، فإن تيسر ذلك؛ فالحمد لله. وإلا؛ فليذهب كل منكما في سبيله، فعسى الله تعالى أن يغني كلا منكما من فضله، فيرزقه الزوج الصالح.
ولا شك في أن الإنسان لا يدري أين الخير، ولذلك ينبغي أن يفوض أمره إلى الله، فهو القائل سبحانه: وَعَسَى أَنْ تَكْرَهُوا شَيْئًا وَهُوَ خَيْرٌ لَكُمْ وَعَسَى أَنْ تُحِبُّوا شَيْئًا وَهُوَ شَرٌّ لَكُمْ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ {البقرة:216}.
ولا تلتفت إلى أية خواطر تشعرك باللوم، وأنك مقصر في حقها، حيث لم تتمكن من الزواج منها؛ فإنك قد اجتهدت، وبذلت قصارى جهدك.
والله أعلم.