الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:
فإن الشرع الحكيم قد حث على الألفة والمودة بين المسلمين، ويتأكد هذا الأمر في حق ذوي الرحم، وإن فساد ذات البين وقطيعة الرحم من الشر والبلاء المستطير، فالواجب على المسلمين الحذر من ذلك، والحرص على الصلة، وحسن العشرة، وتراجع الفتوى: 6719.
وإذا كانت أختك على هذه الحال من التعامل معك بنوع من الجفاء والغلظة والهجر، فإنها مسيئة بذلك، وفي المقابل قد أحسنت بمحاولتك أن تكون علاقتك معها على ما يرام، ونوصيك بالاستمرار في هذا السبيل مع التوجه إلى الله سبحانه بالدعاء، والاستعانة ببعض من لهم مكانة عندها للإصلاح بينكما، فقد ندب الشرع إلى ذلك، وراجعي الفتوى: 50300.
وإذا لم يتيسر أمر الإصلاح بينكما، فاجتهدي في تناسي ذلك، والانصراف إلى ما ينفعك من مصالح دينك ودنياك، وتضرعي إلى الله تعالى أن يصلح ما بينكما، فهو سبحانه وتعالى على كل شيء قدير.
وأكثري من ذكر الله سبحانه، فإن ذلك صارف للهموم والغموم، كما قال تعالى: الَّذِينَ آمَنُوا وَتَطْمَئِنُّ قُلُوبُهُمْ بِذِكْرِ اللَّهِ أَلَا بِذِكْرِ اللَّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ {الرعد:28}. ولا ينبغي اليأس بحال في سبيل الإصلاح.
والله أعلم.