الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:
فإن صح ما ذكرت من كون زوجتك قد أرسلت صورها لهذا الرجل، وصور صديقتها، وأنها استقبلت منه بعض الهدايا، فإنها بذلك قد فعلت أمرا منكرا، ولا يسوغه ما ذكرت من كون نيتها حسنة في ذلك، أو كونه تربى عندهم منذ الصغر؛ فإنه أجنبي عنها يجب عليها مراعاة الضوابط الشرعية في التعامل معه؛ لئلا تفتح على نفسها أبواب الفتنة، وانظر الفتوى: 43414، والفتوى: 35047.
وقد أحسنت باعترافها بخطئها، ولكن ليس هذا بكاف، بل يجب عليها أن تتوب إلى الله -عز وجل- توبة نصوحا، وشروط التوبة مبينة في الفتوى: 29785.
وقد ذكرت عنها جملة من الأمور الحسنة من المحافظة على الصلاة، وقراءة القرآن، واجتهادها في اجتناب المحرمات إلى غير ذلك من الصفات الطيبة، فإن كانت حالها كذلك، فأمسكها، وأحسن عشرتها، واعمل على تربيتها على الخير والإيمان بعقد حلقات التعليم في البيت، وتشجيعها على حضور مجالس الخير، وصحبة الصالحات، ونحو ذلك مما يقوي الإيمان في قلبها، ويدفعها للاستجابة لله ورسوله -صلى الله عليه وسلم-، وصلاح حالها.
واجتهد في نسيان ما حدث ومضى، روى ابن ماجه عن أنس -رضي الله عنه- قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: كل بني آدم خطاء، وخير الخطائين التوابون.
ولا تسترسل مع أي خواطر قد تدفعك إلى إساءة الظن بزوجتك، ويستغل الشيطان ذلك في الوقيعة بينك وبينها، فهو حريص على التفريق بين الأحبة، كما روى مسلم عن جابر، قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: إن إبليس يضع عرشه على الماء، ثم يبعث سراياه، فأدناهم منه منزلة أعظمهم فتنة، يجيء أحدهم فيقول: فعلت كذا وكذا، فيقول: ما صنعت شيئا، قال ثم يجيء أحدهم فيقول: ما تركته حتى فرقت بينه وبين امرأته، قال: فيدنيه منه ويقول: نعم أنت.
والله أعلم.