الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:
فجزاك الله خيرا على شفقتك على أمك، وحرصك على البر بها، والإحسان إليها، ونسأله تعالى أن يكسبك رضاها ليرضى الله عنك، فقد ثبت في سنن الترمذي عن عبد الله بن عمرو -رضي الله عنهما- عن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: رضا الرب في رضى الوالد، وسخط الرب في سخط الوالد.
ولا تعتبر عاقا لأمك بعدم مساعدتك لها، ما دام الحال ما ذكرت، ونرجو أن تكون مأجورا بعرضك عليها أمر المساعدة.
وإذا كانت رغبتها في نجاحك، وأن ذلك يحقق لها سعادتها، فاجتهد في هذا السبيل، فإن حققت لها ما تبتغي كان ذلك من أعظم برك بها، فإدخال السرور على المسلم من أفضل أعمال الخير، كما ثبت في السنة، فإذا كان هذا في حق عموم المسلمين فإنه يتأكد في إدخال السرور على الأم.
روى الطبراني أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: أحب الأعمال إلى الله؛ سرور تدخله على مسلم.
وإذا وجدت فرصة لمساعدتها في إجازاتك السنوية المدرسية، فافعل، وابذل النصح لإخوتك بالحسنى لمساعدة أمك، وذكرهم بأهمية بر الوالدين، والبر بالأم خاصة، وإن لم تكن لهم رغبة في مساعدتها، فليجتهدوا في البحث عن عمل ليكسبوا مالًا، ويوفروا خادما تعين أمكم إن ارتضت أمكم ذلك.
ولا تنس أن تكثر من الدعاء لأمك بأن يقويها، ويمتعها بالصحة والعافية، وكذلك الدعاء لإخوانك بالخير والصلاح، وأن يرزقهم الله الرشد والصواب.
والله أعلم.