الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:
فنشكرك وهذه الفتاة على حرصكما على الاستقامة على طاعة الله سبحانه، وتجنب الوقوع في الحرام، فجزاكما الله خيرا، ونرجو لكما المزيد من الهدى والتقى والصلاح، وأن يجمع الله بينكما في الحلال، فقد روى ابن ماجه عن ابن عباس -رضي الله عنهما- قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: لم ير للمتحابين مثل النكاح.
وسبق وأن بينا حدود التعامل بين الرجل والمرأة الأجنبية في الفتوى: 30792.
ولمعرفة ضوابط محادثة الجنبية، أو مراسلتها يمكن مطالعة الفتوى: 333424.
فإن كنت تأمن الفتنة بإرسالك الرسالة لها عبر البريد، ولم تتضمن الرسالة ما يخالف الشرع، فلا حرج عليك -إن شاء الله- في إرسالها إليها، والأولى أن تجتنب التواصل معها بأي وسيلة كانت، حتى لا يكون ذلك ذريعة للحرام، ومدخلا للشيطان، وقد حذر الله -عز وجل- من شَرِّه، فقال: وَلَا تَتَّبِعُوا خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ إِنَّهُ لَكُمْ عَدُوٌّ مُبِينٌ {البقرة:168}. وغرضك من إرسال هذه الرسالة إليها يمكنك تحقيقه من سبيل آخر؛ كأن يتم عن طريق أمك، أو أختك، ونحو ذلك.
وكثرة دعاء الله سبحانه، وسؤاله التيسير من خير ما تحقق به مبتغاك، فهو القائل: وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ إِنَّ الَّذِينَ يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِي سَيَدْخُلُونَ جَهَنَّمَ دَاخِرِينَ {غافر:60}.
هذا بالإضافة إلى تقواك لله، وحرصك على ما فيه مرضاته، ففي التقوى كثير من خير الدنيا والآخرة، قال تعالى: وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجًا * وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لَا يَحْتَسِبُ {الطلاق3:2} وقال أيضا: وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مِنْ أَمْرِهِ يُسْرًا {الطلاق:4}.
والله أعلم.