الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:
فإن حقيقة الاستخارة تفويض العبد أمره إلى الله سبحانه؛ ليختار له الأفضل من الأمر المستخار فيه بالإقدام فيه، أم الإحجام عنه.
ولذلك فعلامة الاستخارة التوفيق لهذا الأمر من عدمه، وتراجع لمزيد الفائدة الفتوى: 123457.
وضيق الصدر والبكاء قد لا يكون دليلا على أن لا خير لك في هذا العمل، وعدم التوفيق فيه، وسبق بيان ذلك في الفتوى: 64690.
وهذا الضيق يمكن أن يكون عاديا لكونك مبتدئة في هذا العمل، أو بسبب طبيعة العمل.
وعلى كل، فاستشارة من لهم خبرة أمر طيب، وإذا اقتنعت برأيهم، وتركت العمل، فقد يكون الله -عز وجل- ساقهم ليكونوا سببا في صرفك عنها. ولا يلزم أن يحدث أمر خارج عن إرادتك لمعرفة علامة الاستخارة.
وطاعة الوالد واجبة، ولكنها مقيدة بكونها فيما فيه مصلحة للوالد، وليس فيه ضرر على الولد، كما بيناه في الفتوى: 76303.
فإن خشيت أن يترتب على هذا العمل، والضيق الناتج عنه ضرر عليك؛ فلا تجب عليك طاعة والدك.
والله أعلم.