الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد
فإننا في البدء نهنئك على ما أنعم الله -عز وجل- عليك به من نعمة الهداية، والرجوع عن طريق الغواية؛ فمصادقة الفتيات شر، وبلاء، وطريق للفتنة، والفساد، وانتشار الفواحش.
ولذلك جاءت الأحاديث تحذر من فتنة النساء، ومن ذلك ما ثبت في الصحيحين عن أسامة بن زيد -رضي الله عنهما-، عن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: ما تركت بعدي فتنة أضر على الرجال من النساء. وفي صحيح مسلم عن أبي سعيد الخدري -رضي الله عنه- عن النبي -صلى الله عليه وسلم-، قال: إن الدنيا حلوة خضرة، وإن الله مستخلفكم فيها، فينظر كيف تعملون، فاتقوا الدنيا، واتقوا النساء، فإن أول فتنة بني إسرائيل كانت في النساء.
وإبداء أي منكما مشاعر الحب للآخر؛ أمر لا ينبغي، وكذلك تواصلك معها، وكلامها معك عن ماضيها، فهذا كله قد يكون سببا لفتنتك، ورجوعك إلى الردى بعد الهدى، خاصة وأنك في بداية طريق الاستقامة كما ذكرت، فتنبه لهذا، واقطع كل علاقة لك بها إذا أردت السلامة لدينك وعرضك، فالسلامة لا يعدلها شيء. وانظر الفتوى: 4220، وهي عن حكم الحب قبل الزواج.
وحسنٌ أن تتمنى لهذه الفتاة التوبة، وسلوك سبيل الاستقامة، ولا بأس بأن تدعو الله -عز وجل- لها بذلك، وأن تسلط عليها بعض الفتيات الصالحات، فلعل الله سبحانه يجعلهن سببا لهدايتها.
فاذا تابت، وأقلعت عن تلك التصرفات المشينة؛ فلا باس بالتقدم لخطبتها .
ووصيتنا لك في الختام أن تصرف همتك، وتشغل وقتك بما ينفعك من أمر دينك ودنياك.
وراجع لمزيد الفائدة فتاوانا: 1208، 10800، 12928.
والله أعلم.