الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فالذي يظهر لنا أن الدعاء بهذه الصيغ غير مشروع؛ لأن الناس قد يدعون بما يجوز، وقد يدعو بعضهم بما لا يجوز، وليسوا جميعا منضبطين بالالتزام بما يجوز الدعاء به.
ولأن من حوائج بعضهم ما قد يتناقض ويتعارض، أو لا يتناسب مع حالك أنت بلا شك.
ولو سألت الله من خير ما سألوه، وتعوذت به من شر ما استعاذوا منه، كان ذلك حسنا.
ومن أراد الأدعية الجوامع المتضمنة للخير الكثير من خير الدنيا والآخرة، فعليه بالأدعية المأثورة عن النبي صلى الله عليه وسلم.
ومن ذلك ما رواه أحمد وابن ماجه عَنْ عَائِشَةَ -رضي الله عنها- أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- عَلَّمَهَا هَذَا الدُّعَاءَ: اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ مِن الْخَيْرِ كُلِّهِ، عَاجِلِهِ وَآجِلِهِ، مَا عَلِمْتُ مِنْهُ وَمَا لَمْ أَعْلَمْ، وَأَعُوذُ بِكَ مِن الشَّرِّ كُلِّهِ، عَاجِلِهِ وَآجِلِهِ، مَا عَلِمْتُ مِنْهُ وَمَا لَمْ أَعْلَمْ.
اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ مِنْ خَيْرِ مَا سَأَلَكَ عَبْدُكَ وَنَبِيُّكَ، وَأَعُوذُ بِكَ مِنْ شَرِّ مَا عَاذَ بِهِ عَبْدُكَ وَنَبِيُّكَ، اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ الْجَنَّةَ وَمَا قَرَّبَ إِلَيْهَا مِنْ قَوْلٍ أَوْ عَمَلٍ، وَأَعُوذُ بِكَ مِن النَّارِ وَمَا قَرَّبَ إِلَيْهَا مِنْ قَوْلٍ أَوْ عَمَلٍ، وَأَسْأَلُكَ أَنْ تَجْعَلَ كُلَّ قَضَاءٍ قَضَيْتَهُ لِي خَيْرًا.
ومن ذلك دعاء: رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الْآخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ {البقرة:201}.
ومن ذلك ما رواه الحاكم عن ابن مسعود: اللهم إني أسألك من كل خير خزائنه بيدك، وأعوذ بك من كل شر خزائنه بيدك.
فهذه الدعوات ونحوها جامعة لخير الدنيا والآخرة، ومغنية عما لم يرد، مما في مشروعيته نظر.
والله أعلم.