الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فالصلاة لها مكانة عظيمة في الإسلام فهي الركن الثاني منه فليس قبلها إلا الشهادتان، فالواجب الاجتهاد في فعلها مكتملة الشروط تامة الأركان والواجبات، إضافة إلى الإتيان بسننها ومندوباتها مع الخشوع فيها وحضور القلب، والابتعاد عما يؤدي إلى بطلانها.
فإذا حصل هذا كله فلا يمكن للإنسان الجزم بأن الله تعالى قد تقبلها منه، بل عليه أن يفوض ذلك إلى الله تعالى، فقبول العمل إنما يتم بتوفيق من الله تعالى وتفضل منه، إضافة إلى أن العمل في حد ذاته لا يكون سبباً في دخول الإنسان الجنة، فلا تدخل الجنة إلا بالتكرم من الله، يقول النبي صلى الله عليه وسلم: لن يدخل أحداً عمله الجنة، قالوا: ولا أنت يا رسول الله، قال: ولا أنا إلا أن يتغمدني الله بفضل ورحمة، فسددوا وقاربوا. متفق عليه وهذا لفظ البخاري.
وقد ذكر الله تعالى أن من صفات عباده المتقين كونهم يخشون أن لا يتقبل الله تعالى منهم ما يفعلونه من الطاعات، حيث قال تعالى: وَالَّذِينَ يُؤْتُونَ مَا آتَوا وَّقُلُوبُهُمْ وَجِلَةٌ أَنَّهُمْ إِلَى رَبِّهِمْ رَاجِعُونَ [المؤمنون:60]، وفي تفسير ابن كثير: أن عائشة رضي الله عنها سألت رسول الله صلى الله عليه وسلم قائلة: يا رسول الله الذين يؤتون ما آتوا وقلوبهم وجلة هو الذي يسرق ويزني ويشرب الخمر وهو يخاف الله عز وجل، قال: لا يا بنت الصديق، ولكنهم الذين يصلون ويصومون ويتصدقون وهم يخافون أن لا يتقبل منهم، أولئك يسارعون في الخيرات. انتهى، وراجعي الفتوى رقم: 28592.
والله أعلم.