الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فالمفهوم من نحو هذه العبارة أن القائل لو خير بين إصابته بهذا الهم أو المرض، وبين إصابة المخاطب، لاختار أن يصاب هو به، ويعافى المخاطب. وهو بذلك يكون قريبا من معنى التفدية، كقولهم: (جعلني الله فداك) أو: (نفسي لنفسك الفداء) ونحو ذلك من العبارات.
ومن أهل العلم من كرهها، والجمهور على جوازها؛ لأنه ليس فيه حقيقة فداء، وإنما هو كلام وإلطاف وإعلام بمحبته له ومنزلته؛ كما قال النووي في شرح مسلم.
وراجع في ذلك الفتاوى: 55352، 193497، 222967.
ومع ذلك، فغير هذا من عبارات اللطف والإعلام بالمكانة، أولى وأسلم، بل وأقرب إلى السنة! فالسنة أن يدعو المسلم لأخيه بالعافية، وزوال البأس وتفريج الهم وكشف الكرب، ونحو ذلك.
والله أعلم.