الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:
فنسأل الله تعالى أن يصلح قلبك، ويشرح صدرك، ويصرف عنك السوء.
واعلمي أنّ مجرد الميل القلبي إلى الذكور؛ لا مؤاخذة عليه ما لم يترتب عليه محظور، أمّا الأفعال البدنية، كالمصافحة واللمس والضمّ ونحو ذلك؛ فهي من المنكرات الظاهرة، والتي تجب عليك التوبة منها إلى الله تعالى.
وكذا إذا كان الميل إلى الذكور مبالغا فيه؛ فهو مذموم، لكن التخلص من هذا التعلق المبالغ فيه، والتغلب على هذه الشهوات؛ أمر ميسور -بإذن الله- ما دمت صادقة الرغبة في التقرب إلى الله، واجتناب ما يغضبه.
واحذري من تخذيل الشيطان، وإيحائه لك باليأس، والعجز عن التوبة والاستقامة؛ فذلك من وسوسته ومكائده، فإنّ التوبة من هذه الذنوب يسيرة بإذن الله تعالى، ومهما تكرر الذنب وتكررت التوبة، فهي مقبولة بإذن الله، قال تعالى: إِنَّ اللهَ يُحِبُّ التَّوَّابِينَ {البقرة:222}. قال ابن كثير -رحمه الله- في تفسيره: أي: من الذنب، وإن تكرر غشْيانه. انتهى.
فاستعيني بالله تعالى، وتوكلي عليه، وجاهدي نفسك على الثبات على طاعة الله، والبعد عن ظاهر الإثم وباطنه، وكلما وقعت في إثم؛ فبادري بالتوبة إلى الله، والإقبال عليه.
واحرصي على مصاحبة الصالحات، وسماع المواعظ النافعة، وأبشري خيرا، وأحسني ظنك بربك، واشغلي وقتك بما ينفعك، وأكثري من ذكر الله، ودعائه، فإنّه قريب مجيب.
والله أعلم.